سورة النساء - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


{رسلاً مبشرين} أَيْ: بالثَّواب على الطَّاعة {ومنذرين} بالعقاب على المعصية {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} فيقولوا: ما أرسلت إلينا رسولاً يعلّمنا دينك، فبعثنا الرُّسل قطعاً لعذرهم.
{ولكن الله يشهد...} الآية. نزلت حين قالت اليهود- لما سُئلوا عن نبوَّة محمَّدٍ-: ما نشهد له بذلك، فقال الله تعالى: {لكن الله يشهد} أَيْ: يبيِّن نبوَّتك {بما أنزل إليك} من القرآن ودلائله {أنزله بعلمه} أَيْ: وهو يعلم أنَّك أهلٌ لإِنزاله عليك لقيامك به {والملائكة يشهدون} لك بالنُّبوَّة إنْ جحدت اليهود، وشهادة الملائكة إنَّما تُعرف بقيام المعجزة، فمَنْ ظهرت معجزته شهدت الملائكة بصدقه {وكفى بالله شهيداً} أَيْ: كفى الله شهيداً.
{إنَّ الذين كفروا} يعني اليهود {وظلموا} محمداً عليه السَّلام بكتمان نعته {لم يكن الله ليغفر لهم} هذا فيمن علم أنَّه يموت على الكفر {ولا ليهديهم طريقاً} ولا ليرشدهم إلى دين الإِسلام.
{إلاَّ طريق جهنم} يعني: طريق اليهوديَّة، وهو الطَّريق الذي يقودهم إلى جهنَّم {خالدين فيها أبداً وكان ذلك} أَيْ: خلودهم {على الله يسيراً} لأنَّه لا يتعذَّر عليه شيءٌ.
{يا أيها الناس} يعني: المشركين {قد جاءكم الرسول بالحق} بالهدى والصِّدق {من ربكم فآمنوا خيراً لكم} أَيْ: ايتوا خيراً لكم من الكفر بالإِيمان به {وإنْ تكفروا} تُكذِّبوا محمداً وتكفروا نعمة الله عليكم به {فإنَّ لله ما في السموات والأرض} أَيْ: لا تضرُّون إلاَّ أنفسكم؛ لأنَّ الله غنيٌّ عنكم {وكان الله عليماً} بما تصيرون إليه من إيمان أو كفر {حكيماً} في تكليفه مع علمه بما يكون منكم.


{يا أهل الكتاب} يريد: النَّصارى {لا تغلوا} لا تتجاوزوا الحدَّ ولا تتشدَّدوا {في دينكم ولا تقولوا على الله إلاَّ الحق} فليس له ولدٌ، ولا زوجة، ولا شريك، وقوله: {وكلمته ألقاها} يعني: أنَّه قال له: كن فيكون {وروحٌ منه} أَيْ: روحٌ مخلوقٌ من عنده {ولا تقولوا ثلاثة} أَيْ: لا تقولوا: آلهتنا ثلاثة. يعني قولهم: اللَّهُ، وصاحبته، وابنه تعالى الله عن ذلك. {انتهوا خيراً لكم} أَي: ائتوا بالانتهاء عن هذا خيراً لكم مما أنتم عليه.
{لن يستنكف المسيح} لن يأنف الذي تزعمون أنَّه إِلهٌ {أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون} من كرامة الله تعالى، وهم أكثرُ من البشر.


{يا أيها الناس قد جاءكم برهانٌ من ربكم} يعني: النبيَّ عليه السَّلام {وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً} وهو القرآن.
{فأمَّا الذين آمنوا بالله واعتصموا به} أَي: امتنعوا بطاعته من زيغ الشَّيطان {فسيدخلهم في رحمة منه} يعني: الجنَّة {وفضل} يتفضَّل عليهم بما لم يخطر على قلوبهم {ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً} ديناً مستقيماً.
{يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} فيمن مات ولا ولد له، ولا والد {إن امرؤٌ هلك ليس له ولد} أراد: ولا والد، فاكتفى بذكر أحدهما، لأنَّه الكلالة {وله أختٌ} يعني: من أبٍ وأمٍّ، أو أبٍٍ؛ لأنَّ ذكر ولد الأم قد مضى في أوَّل السُّورة {فلها نصف ما ترك وهو يرثها} الأخ يرث الأخت جميع المال {إنْ لم يكن لها ولد فإن كانتا} أَيْ: الأختان، {فلهما الثُّلثان ممَّا ترك وإن كانوا إخوة رجالاً ونساءً} من أب وأمّ أو من أبٍ {فللذكر مثل حظ الأنثيين}. وقوله: {يبيِّن الله لكم أن تضلوا} أي: أن لا تضلوا، أو كراهة أن تضلوا {والله بكل شيء عليم} من قسمة المواريث.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11