{رسلاً مبشرين} أَيْ: بالثَّواب على الطَّاعة {ومنذرين} بالعقاب على المعصية {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} فيقولوا: ما أرسلت إلينا رسولاً يعلّمنا دينك، فبعثنا الرُّسل قطعاً لعذرهم.{ولكن الله يشهد...} الآية. نزلت حين قالت اليهود- لما سُئلوا عن نبوَّة محمَّدٍ-: ما نشهد له بذلك، فقال الله تعالى: {لكن الله يشهد} أَيْ: يبيِّن نبوَّتك {بما أنزل إليك} من القرآن ودلائله {أنزله بعلمه} أَيْ: وهو يعلم أنَّك أهلٌ لإِنزاله عليك لقيامك به {والملائكة يشهدون} لك بالنُّبوَّة إنْ جحدت اليهود، وشهادة الملائكة إنَّما تُعرف بقيام المعجزة، فمَنْ ظهرت معجزته شهدت الملائكة بصدقه {وكفى بالله شهيداً} أَيْ: كفى الله شهيداً.{إنَّ الذين كفروا} يعني اليهود {وظلموا} محمداً عليه السَّلام بكتمان نعته {لم يكن الله ليغفر لهم} هذا فيمن علم أنَّه يموت على الكفر {ولا ليهديهم طريقاً} ولا ليرشدهم إلى دين الإِسلام.{إلاَّ طريق جهنم} يعني: طريق اليهوديَّة، وهو الطَّريق الذي يقودهم إلى جهنَّم {خالدين فيها أبداً وكان ذلك} أَيْ: خلودهم {على الله يسيراً} لأنَّه لا يتعذَّر عليه شيءٌ.{يا أيها الناس} يعني: المشركين {قد جاءكم الرسول بالحق} بالهدى والصِّدق {من ربكم فآمنوا خيراً لكم} أَيْ: ايتوا خيراً لكم من الكفر بالإِيمان به {وإنْ تكفروا} تُكذِّبوا محمداً وتكفروا نعمة الله عليكم به {فإنَّ لله ما في السموات والأرض} أَيْ: لا تضرُّون إلاَّ أنفسكم؛ لأنَّ الله غنيٌّ عنكم {وكان الله عليماً} بما تصيرون إليه من إيمان أو كفر {حكيماً} في تكليفه مع علمه بما يكون منكم.